‏إظهار الرسائل ذات التسميات مصريات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مصريات. إظهار كافة الرسائل

السبت، 19 أبريل 2025

الدراما التليفزيونية: تسقط المدينة الفاضلة

الموضوع منشورا في "عين على السينما"
الموضوع منشورا في موقع "عين على السينما"

عبد الرحيم كمال

وأخيرا “شهد شاهد من أهلها”، والشاهد هو الرئيس “عبدالفتاح السيسي” شخصيا، وموضوع الشهادة هو سوء وانحدار الدراما المصرية، وهو ما لاحظه السيد الرئيس في أهم موسم للدراما وهو شهر رمضان 2025.

وإذا كانت ملاحظة السيد الرئيس صحيحة تماما، وإذا كنا نشكره عليها، وتثبت أن الرئيس عينه على الشعب، وأنه يعمل بمنطق يد تعمل ويد تحمل السلاح، رغم ذلك فهذه الشهادة تشير لوجود خلل في كل الأجهزة المعنية بالدراما، وأن مسئوليها يفتقدون الخبرة اللازمة، أو أنهم غير أمناء على عملهم، ولا على المواطن الذي يكسبون من ورائه مئات الملايين من سلة عملات العالم، وإلا فما معنى الاتجاه الفوري لتشكيل لجان تنبثق منها لجان، بعضها سيتبع رئيس الوزراء شخصيا!

نتمنى ألا يكون ذلك مجرد زوبعة في فنجان، والموظفون المصريون وراءهم في هذه النقطة خبرات “الدولة العميقة” إياها، هذا المصطلح الذي لم ينعكس مجسدا في شئ، إلا في الفساد، وخلق الروتين، ولي عنق القوانين وإيجاد ثغرات فيها تنزع منها أنيابها والمخالب وتصبح قوانين وديعة مسالمة مستأنسة مثل أي حيوان أليف.. ولديهم المقدرة على تفريغ أي شئ من محتواه الحقيقي بمهارة وإبداع.

السؤال يطل برأسه: وهل كل شئ لابد أن يبدأ من عند الرئيس، وماذا يفعل الباقون من الوزراء، كل في تخصص وزارته- إلى أصغر مسئول؟ إذا كان الأمر كذلك فالطبيعي هو تنحية كل المتخاذلين والمتكاسلين والمرتشين، وفصلهم من العمل أو إحالتهم إلى المعاش المبكر.

الحقيقة تقول أن للرئيس السيسي نفسه محاولة مهمة في التصدي للفساد الإداري الذي ينخر العمود الفقري للدولة المصرية، التي هي عميقة عمق آلاف السنين، حين أصدر منذ سنوات قانونا بمحاسبة موظفي المجالس المحلية بأثر رجعي يمتد ثماني سنوات.. لكننا لم نسمع عن موظف خضع للمحاسبة بهذا الشكل وتفعيل هذا القانون.

 

"مي عمر" في "إش إش"

أين الرقابة

نقاط كتيرة يستدعيها الموضوع، على رأسها “الرقابة على المصنفات الفنية”، فهي التي توافق في البداية على العمل مكتوبا على الورق قبل التصوير، ثم المشاهدة بعد التصوير والسماح بالعرض من عدمه.. والأعمال التي أزعجت السيد الرئيس -وقبلها الشعب المصري كله- مفروض أنها مرت بهذه المراحل الروتينية، فكيف مررت الرقابة هذه الأعمال وسمحت بالتصوير، ثم بالعرض.

الشر ينتصر على الخير

منذ سنوات بدأ التحول الدرامي في مصر، لتتسرب إليها نماذج غريبة.. فيها ينتصر الشر على الخير، بل بدأ صناع الدراما في قلب معادلة الصراع الأبدي بين الخير والشر، فعمدوا لتجميل الشر والأشرار، بينما تجتمع الهوام والحشرات حول الخير، فمسلسل “إش إش” يدور حول راقصة تقع ضحية للآخرين، وهي شخصية مجني عليها -ولا غبار مبدئيا حول شخصية الراقصة فهي شخصية طبيعية في نسيج المجتمع- لكن الأحداث تتفرع لنصل لشخصية تاجر مخدرات، تطالب شخصيات المسلسل –ومعها بعض الجماهير- بعدم القبض عليه لأنهم أحبوه، بعد أن قدمه المخرج في إطار الشخص الطيب والجميل والكيوت والجدع، حتى إنه أصبح فتى أحلام الفتيات.

ظاهرة قديمة

الظاهرة ليست جديدة، بل إنها أصبحت الآن في فترة المراهقة، يعني لم تعد طفلة.. وهنا يبرز اسم “محمد سامي” – أحد أبرز مخرجي المسلسلات في السنوات الأخيرة- وهو مخرج مسلسلي “إش إش” و”سيد الناس” اللذين تم عرضهما في رمضان 2025.

الحارة المصرية.. غرائبية

الناس يتساءلون عن سر اختيار “سامي” أبطال مسلسلاته من واقع غرائبي، حتى مَشاهد الحارة المصرية عنده تأتي زاعقة، ليس فيها غير الخناقات والسب بألفاظ نابية بدأت تشق طريقها للدراما المصرية، كل شئ فيها يتم في الشارع أمام الملأ وعلى العلن، ليس فيها حرمات ولا خصوصيات، القوي فيها هو من يسن القوانين وينفذها، ليتحول تدريجيا من الجدعنة إلى الفتونة وصولا إلى البلطجة، ويتحول معه بعض أهل الحارة إلى مساعدين منافقين له، بفعل الخوف، وبفعل مكاسبهم من ورائه.

ومن الواضح أن “محمد سامي” وغيره من المخرجين يحاولون مضاهاة عالم الحارة في روايات “نجيب محفوظ” وعالم الفتوات فيها ويحاولون إعادة تقديمها، لكنهم للأسف لم يفهموا روح الحارة وفلسفة أهلها والحميمية التي تجمع بينهم، فتحولت الحارة في مسلسلاتهم إلى منبع للشر، وقنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت.

هكذا يبدو "محمد سد" في مسلسل "الأجهر"


غسل دماغ المشاهدين

بالعودة لسنوات العقد الماضي، نجد الظاهرة تبدأ من هناك، فمسلسل “الأجهر” مثلا لـ “عمرو سعد” يتناول لصوص الماس وكيف تم تقديمهم في جو من الرفاهية، وتبرير أفعالهم، ويضفي على شخصية “الأجهر” صفات الطيبة وعمل الخير ومساعدة الفقراء.. وبالعودة للخلف قليلا نجد مسلسل “جبل الحلال” لـ “محمود عبدالعزيز” يدور الصراع فيه بين تاجر آثار وتاجر سلاح، ورغم أن المجالين محرمان قانونا ومرفوضان جماهيريا، فقد تم تجميل تاجر الآثار “محمود عبدالعزيز”، ورغم محاولة توبته فإنه يعيش ناعما بما جناه طوال عمره من أموال، بل ويتم “توريث” المهنة لأحد شباب العائلة “كريم عبدالعزيز”.. وفي هذه النوعية من الدراما تقدم الحلقات مشاهد من الثراء والرفاهية تتضاءل أمامه وبالتدريج أي قيم، وتصب السم في لا وعي الجمهور، ليعجب أولا بما يراه، ثم يتمنى أن يعيش في مثل هذا النعيم، ولو على حساب قيمه وأحلاقه ومبادئه، وربما يحاول السعي لتحقيق ذلك، بعد أن غسلت عشرات المسلسلات أدمغة الجمهور.

العودة للثأر

من الظواهر السلبية الخطيرة المتوازية مع الموضوعات المطروحة في الدراما التليفزيونية خلال العقد الماضي إعلاء تيمة الانتقام التي سادت كثيرا من المسلسلات في الأعوام الماضية، فهي تمجد قيمة الثأر الشخصي، وتحض على الاندماج بالشر ومجاراته، لاكتساب بعض خبراته في الممارسات الإجرامية، تمهيدا ليوم يقتص فيه الإنسان لنفسه، في تأكيد على العودة لقوانين الغابة، ومنها مسلسل “العتاولة”، وكأن أبناء الحارة المصرية تخلوا عن أخلاقهم ومعتقداتهم فجأة ليصبحوا براجماتيين، ويرفعون شعار “المصلحة أولا وقبل كل شئ”.

وداع المدينة الفاضلة

هؤلاء الفنانون ينقلبون على فكرة المدينة الفاضلة، ويقدمون المدينة غير الفاضلة –ديستوبيا- بديلا جديدا، يحاولون سحق شعاراتنا القديمة “الحق، الخير، الجمال” تحت أقدامهم باعتبارها وهماً وأفكترا بالية، وبالتالي فالمجد للشيطان والقبح والشر والتردي.

لقطة من "سيد الناس"

الاثنين، 17 فبراير 2025

قنوات الأطفال.. سقطت عمدا من التليفزيون المصري


عبدالرحيم كمال

من السقطات الفاضحة للإعلام المصري -وهنا أتحدث عن التليفزيون- إغفاله لبرامج الأطفال -حاليا- وعدم الانتباه لأهمية إنشاء قناة تخاطب الأطفال في مراحلهم السنية المختلفة.. زمان كان عندنا بابا ماجد -رحمه الله- وبقلص نجوى ابراهيم -أطال الله في عمرها- الآن الساحة خاوية، وكأننا مجتمع يخلو من الأطفال.. الراية المرفوعة دوما من المسئولين إياهم - راية جلب الفقر- هي قصر ذات اليد وعدم وجود أموال لإنتاج برامج الأطفال المكلفة - ناهيك عن قناة متخصصة للأطفال-، خاصة في هوجة إنشاء قنوات النيل المتخصصة في عهد صفوت الشريف وحسني مبارك، وكأن الريادة في زيادة العدد لا المضمون، وكلنا نعرف النتيجة.. المهم أن تعامي الإعلام المصري عن تخصيص قناة تليفزيونية للأطفال جعل الأنظار تتجه بشكل طبيعي إلى بديل، لتطهر قنوات عديدة تحملها الأقمار الصناعية، ومنها عدد لا بأس به من القنوات العربية، كثير منها غير حكومي -وربما كلها- ويقف وراءها شركات أو رجال أعمال آمنوا بالفكرة، ومؤكد أن هذه القنوات لا تخسر، إن لم تكن تحقق الربح، ومنها قنوات جيدة الطرح والمضمون والتنفيذ، وتعمل على مدار اليوم، ومن هذه القنوات طيور الجنة، بطوط، ماجد، مجد، تنة ورنة، سمسم، أطفال ومواهب، إم بي سي 3، ميكي كيدز، ديزني كيدز، كوكيز، توم وجيري.


اللي يغيظ هو أن بمصر عددا كبيرا من الفنانين المهتمين بالأطفال، ويمكنهم العمل فورا في برامج إذا دعاهم أحد للعمل، وهناك رسامون يشاركون في الرسوم المتحركة، ويتخرج كل عام عدد كبير منهم من أكاديمية الفنون.. ومنذ ثلاثة عقود أنتج التليفزيون بوجي وطمطم وتم تقديم شخصية كارتونية مصرية شهيرة هي بكار، وهناك أيضا شركات تساهم في مثل هذه الأعمال، وقد استغلت هذه الفكرة بعض الأغاني عند تصويرها فيديو كليب.. لكننا نتكاسل أو ندعي العمي ونتجاهل أهمية قطاع هام من المواطنين هم شباب المستفبل، وأهمية تشكيل وعيهم منذ الآن.


الخميس، 31 أكتوبر 2024

الفن بالمزاد.. والإبداع بالكيلو!!

 

عصام السيد             درية شرف الدين                         

عبدالرحيم كمال

شاهدت منذ فترة إحدى حلقات برنامج "حديث العرب" على القناة الفضائية المصرية الأولى، وتقدمه "درية شرف الدين".. ضيف الحلقة كان المخرج المسرحي "عصام السيد" الذي بات علما في إخراج المسرحيات الغنائية تحديدا.

بقدر سعادتي باختيار "عصام السيد" ضيفا، كان ألمي.. فالحوار الذي اعدته "د. درية شرف الدين" وهي من أفضل من أنجبهم التليفزيون المصري، ومن أفضل من يتناول موضوعا ثقافيا، ولا ننسى ارتباط اسمها لدينا بواحد من أفضل البرامج الكلاسيكية التي تجمع بين الثقافة والترفيه وهو برنامج "نادي السينما" وكان التليفزيون يقدمه أسبوعيا.. وبالمناسبة، فقد بُح صوتنا لإعادة البرنامج في ثوب جديد، مع برامج ثقافية/ جماهيرية هامة مثل "فن الباليه" وكانت تقدمه "ناهد جبر"، و"الموسيقى العربية" الذي كانت تقدمه "د. رتيبة الحفني"، و"صوت الموسيقى" وكانت تقدمه "د. سمحة الخولي"، و"العالم يغني" الذي كانت تقدمه "حمدية حمدي"، وهناك برنامج "العالم العربي يغني" الذي ظهر في آخر فترة الاهتمام بالصبغة الثقافية في تليفزيوننا العزيز.. وأيضا -ومن باب الأمانة- شاهدت بعض حلقات لبرنامج عن الموسيقى العربية قدمها المطرب "أحمد إبراهيم" ولا أعرف إذا كانت هذه القناة ما تزال مستمرة في بث البرنامج أم لا.

مصدر الألم

مصدر الألم عندي جاء من شقين.. الأول أن الحلقة بكاملها تم عرضها بدون تضمين ولو مشهد واحد من المسرحيات التي تطرق إليها الحديث، خاصة مسرحيته الأخيرة "موش روميو وجولييت" التي قدمها للمسرح القومي بمشاركة "رانيا فريد شوقي" و"علي الحجار"، وقد ركز البرنامج على هذه المسرحية منطلقا منها وعادا إليها في الحوار.. وللأمانة فقد تم عرض لقطتين -بالموبايل- لفريق العمل أثناء البروفات.

 

د. سمحة الخولي                         د. رتيبة الحفني

هدم ذاكرة وطن

السؤال الذي يفرض نفسه هو: أليس التليفزيون تليفزيون الدولة، والمسرح والفرقة يتبعان الدولة، فلماذا التقصير في تصوير هذه الأعمال، ثم إن التليفزيون كوسيلة إعلامية من المفروض أن يغذي مكتبته والأرشيف بكل حدث جديد في كل المجالات، وإلا يكون قد ارتكب جريمة تتعدى مبنى التليفزيون وشاشاته لترفع معول هدم ذاكرة مصر وتشويه وجدان المواطن المصري.. ثم ألا يعلم التليفزيون أسماء المسرحيات  التي "سـ" يتناولها الضيف في حديثه المطول قبل أن يتم، وهو ما يؤكد مجددا خلو مكتبة التليفزيون من أشرطة لهذه الأعمال، ليؤكد مرة أخرى مشكلة إهمال تاريخ مصر وعدم الاهتمام بجمعه وتوثيقه، ناهينا عن التفريط فيما ورثناه من السابقين وقد بيع كثير من الأصول حتى وصلت إلى إسرائيل.

سوابق كروية

الأمر نفسه نراه منذ سنوات وننظر له ببراءة في البرامج الرياضية، خاصة التي تتناول كرة القدم -وهي أكثر المواد جماهيرية- فلا يتم بث اللقطات التي يتناولها الحوار، والسبب أن التليفزيون ليس لديه شرائط هذه المباريات، وليس من حقه عرض لقطات فيديو لها لأنه لم يشتر حق عرضها.. وطبيعي أن يحتفظ المنتج صاحب التصوير بحقه -سواء كان قناة تليفزيونية أو شركة- ولكننا نسأل مسئولي كل الشاشات المصرية -والتليفزيون الحكومي على رأسها- ألا يعني بث اللقطات التوثيقية جذب المشاهدين ثم حرصهم على متابعة قناة دون غيرها، مما يعني زيادة نسبة الإعلانات بها؟.. إذن لماذا الإهمال في حق المشاهد، الذي ينعكس إهماله في الانصراف عن التليفزيون الوطني لمتابعة تليفزيونات غير مصرية.

د. محمد معيط                            د. صلاح جودة

الفن بالمزاد

مصيبة أخرى لكنها أشد وطأة أشار إليها المخرج المسرحي "عصام السيد" في حواره مع "د. درية شرف الدين" في برنامج "حديث العرب" بالقناة الفضائية الأولى لتليفزيون مصر، فماذا قال "السيد"؟

قال "عصام السيد" إن وزارة المالية وضعت تقنينا لتصوير العمل المسرحي، وهو أن يتم طرحه والإعلان عنه في منتقصة بالمزاد!!!!؟؟؟؟، نعم بالمزاد، وبالتالي ليس من حق أحد التساؤل عن مستوى هذا التصوير وهل يصلح للعرض التليفزيوني أم لا، ومدى العمر الافتراضي لهذه النسخ.. الأمر نفسه يشمل بقية فروع العمل الفني، فيتم إعلان مزاد للمخرجين، وآخر للمؤلفين وثالث للممثلين.. وهكذا إلى نهاية الطابور.. وإذا كان العمل عبر آلية المزاد، فالطبيعي أن يكون الحكم بالكيلو.

تجربة قديمة

هذه النقطة تعيدنا إلى ما قاله الاقتصادي الراحل "د. صلاح جودة" منذ سنوات طويلة في حديث عن آلية العمل في الكتاب المدرسي -موجود باليوتيوب- حين كشف أن تأليف الكتب المدرسية يتم بالمزاد، وطبعا الأقل سعرا يرسو عليه المزاد لتأليف هذا الكتاب أم ذاك.. وليس غريبا ولا جديدا رداءة مستوى الكتاب المدرسي محتوى وإخراجا، خاصة بمقارنته بالكتاب الخارجي.. وإذا كان بعض الظن إثما، فأعتقد أن الربط بين الجزئيتين ليس إثما، بل ليس ظنا، فطبيعي أن ناشري الكتب الخارجية يهمهم سوء مستوى منافسهم وهو الكتاب المدرسي.. والمعلومات تشير إلى هزيمة الكتاب الإلكتروني المدرسي أمام الكتاب الورقي، بما يعني أن الكتاب الخارجي للمناهج الدراسية سيظل على عرشه -ويا جبل ما يهزك ريح-

مسرحية "مش روميو وجولييت"

وعي ثقافي

ما نخلص إليه -وبدون سوء نية- أن كثيرا من المسئولين ليسوا مؤهلين ثقافيا وليس لديهم وعي ثقافي يؤهلهم لتولي مناصبهم العليا.. وهنا نتساءل: إذا ما صدر قرار عجيب غريب مدهش من وزارة كبرى كوزارة المالية، وعلى رأسها "د. محمد معيط" الذي أصدر القرار، ألا يوجد من ينبهه إلى خطأ هذا القرار أو ذاك و ما يثيره، سواء من مستشاريه في الوزارة، أو من مجلس الوزراء أو من الرئاسة.. صحيح أننا نكتب.. لكننا نعلم أن "ودن من طين.. وودن من عجين"، لكننا على أمل أن تكون الثقافة ليست "الحيطة الواطية" في هذا العصر.

مسرحية "مش روميو وجولييت"


الأربعاء، 9 أكتوبر 2024

رغم الوهن.. الصحافة تتمترس في خندق المهنية

 


عبدالرحيم كمال

رغم حزني الدفين على ما وصلت إليه الصحافة المصرية من تدهور بشع، لكنني أرى ضوءا في آخر النفق البعيد، ضوء أمل في العودة لاعتناق مبادئ المهنة ودستورها ورفع رايتها، والعودة لممارسة مهمتها الأزلية والخالدة في رفع مشعل التنوير عاليا لينير لشعب عريق طريقه في الحياة والمستقبل.

هل من المهم والمفيد تشريح جسد صحافة الوقت الراهن؟.. ربما يكون كذلك، على الأقل من وجهة نظري الشخصية.

الصحافة.. ماتت أم لمت

نكاد نتفق -أقصد أهل المهنة- على أن الصحافة ماتت وانتقلت إلى رحمة الله، فقد اختلط الحابل بالنابل، واتسعت الرقعة/ المصطلح/ المهنة، لتضم أطيافا من غرباء دخلاء، أولاً بانتشار الإنترنت والمواقع الصحفية والشخصية، وبات بمقدور أي شخص نشر ما يشاء من مواد يعتقد أنها صحفية، وأحياناً يراها سبقاً صحفياً، وفي الغالب لا تثير سوى البلبلة، وتكون خاطئة لا تستند إلى مصدر، وكثيرا ما تكون مغرضة، وبات كثيرون يعتقدون أنهم صحفيون -بدليل ما ينشرون-، ويستطيع أي شخص يملك موبايل نشر ما يروق له.. وقد انتشر في العقود الماضية مصطلح "صحافة المواطن"، وهو مصطلح وفكرة لاغبار عليهما لو أحسنّا استغلال فضاء الإنترنت، ببعض من الالتزام -والإلزام- للطرفين، الوسيلة الصحفية ورقية أو إلكترونية، والمواطن كاتب الخبر بتوضيح الحدود والمعايير -ومنها العقوبات.

البحث عن التريند

الكارثة الحقيقية التي أراها حيةً تسعى هي "توالد" المواقع الصحفية التي تعتمد مصطلح "التريند" على حساب مضمون الخبر وحقيقته، وهي مواقع لا تجد حرجاً في النقل من بعضها، دون تأكد الناقل أو المنقول منه من صحة الخبر، وأصبحت كلها -تقريبا- تنشر عناوين ضخمة مضللة لا علاقة لها بالخبر، ومعظمها يمارس تلوين الخبر ولي عنقه.

العربة والحصان

الكارثة الأكبر أن مواقع إليكترونية لصحف كبرى -ومنها صحف قومية- بدأت تغار من هذه المواقع، ومن ثم تقليدها، رغبة في ركوب موجة التريند.. ومما يتم تقليدها فيه أساسيات الكتابة الصحفية، خاصة الخبر الذي تم نحره على عتبة هذه المواقع.. فالخبر الصحفي في المواقع الصحفية المذكورة أصبح يتعدى المائة كلمة، وأحيانا مائتين، ولكي يضمن المحرر استمرار القارئ في قراءة الخبر، بات يبدأ خبره بمقدمة طللية تاريخية، ويضع فحوى الخبر في نهايته، بما لا يتعدى السطرين أو الكلمات العشر، بدلا من العكس، فبدلا من قيادة الصحف والمؤسسات الكبرى للقاطرة الصحفية، أصبح العكس هو ما يجري في وضح النهار، وكأنه تم وضع العربة أمام الحصان.



ضوء في آخر النفق

هذا غيض من فيض مما يثير الحزن على الواقع الصحفي المصري، فماذا عن الضوء الذي تتراقص شعلته في نفق بعيد بعيد..

في السنوات القليلة الماضية، بدأت تتزايد جروبات -وأحياناً صفحات- تضم صحفيين من أعضاء النقابة، ورغم أن كثيرا منها بدأت كجروبات خدمية لأعضاء الأسرة الصحفية، لكنها بدأت تتزايد لتقدم خدمات تثري الصحفي العضو وتثري معه العمل الصحفي نفسه، بعضها ينشر كتبا مختارة، وبعضها يتداول معلومات عن المصادر الهامة، والبعض يُعنى بنشر أحدث الأخبار ونسخ إلكترونية للصحف المصرية والعربية في صيغة PDF، وهنا معاذ الله أن نعتبر نقابة الصحفيين كيانا عنصريا، فهو يقاتل من أجل الإبقاء على المهنة ورفعتها لتسليمها للأجيال القادمة وقد ارتقت درجات ولم تتأثر بعوامل الوهن الزمني.

هذه المجهودات من الأسرة الصحفية تؤكد على شئ واحد، هو أن الجسد الصحفي لم يمت، وما تزال الروح تسري فيه، ويعتريه بعض حراك يدل على الحياة، هذا غير أنشطة جيدة يقوم بها بعض أعضاء مجلس النقابة.

السبت، 4 مايو 2024

موسى.. الجدل المتجدد بين الدين والعلم

الموضوع منشورا في موقع "الحوار المتمدن"

عبدالرحيم كمال

بقدر ما أثارت تصريحات الدكتور "زاهي حواس" من جدلٍ حول خلو المكتشفات الآثارية في مصر من دليل مادي على وجود سيدنا موسى في مصر، فإن المؤلم أن الثائرين على التصريح يبنون ثورتهم على العاطفة الدينية.. وهناك عدة أسباب أولها كافٍ لانتزاع الثورة، وإتاحة الفرصة للتفكر فيما أورده "حواس" -في نفس التصريح- وهو أن مُجمل الاكتشافات الآثارية في مصر حتى الآن لا تتعدي 30% من آثار مصر، بما يعني أن 70% منها ما يزال مطموراً تحت الأرض، وبالتالي فقد نكتشف في المستقبل القريب أو البعيد دليلاً ما يشير إلى وجود سيدنا موسى أو يوسف في أيٍ من ربوع مصر.

زاهي حواس

ثانياً: تعلمنا منذ القدم، وعلى آراء علمائنا، عدم الانجرار وراء الربط بين الكشف العلمي في مختلف المجالات، وبين النصوص المقدسة، خاصة القرآن الكريم، وكثيرا ماحدث هذا، فالكشف العلمي -وإن أيّد معنى قرآنياً- فإنه -الكشف- قابل للنسخ والإلغاء واكتشاف خطأ فيه بفعل كشف علمي جديد، وكل يوم هناك اكتشافات علمية جديدة.. الاكتشافات العلمية قابلة للخطأ، وهو ما نبرئ القرآن منه وننزهه عنه.

موضوع قديم

من مؤلفات كمال الصليبي

ثالثاً: الاكتشافات الآثارية وتشكيلها للعديد من علامات الاستفهام في موضوعات نصوص مقدسة موضوع قديم وليس جديداً، وهناك جهود جبارة لعلماء في الآثار والتاريخ القديم حاولت -وما تزال- إماطة اللثام عن مواطن الشك والوصول إلى يقين حولها.. منهم متخصصون في العراق والشام، بل ومنهم يهود إسرائيليون ينحازون للعلم.

من المشروعات التي تبناها علماء عرب وأخلصوا لها، البحث اللبناني "د.كمال الصليبي" -2 مايو 1929/ أول  سبتمبر 2011- في كتابه الهام "التوراة جاءت من جزيرة العرب" وفيه يطرح رأيا مهما ومخالفا للسائد كما يشير عنوان الكتاب، وله عدة كتب مهمة في نفس السياق، منها "تاريخ الجزيرة العربية"، "خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل"، "البحث عن يسوع"، "قراءة جديدة في الأناجيل"، "حروب داوود".

د. كمال الصليبي وبعض مؤلفاته

وهناك الدكتور "فاضل الربيعي" -ولد في بغداد عام 1952- وله مجموعة إصدارات في هذا الشأن، منها "القدس ليست أورشليم.. مساهمة في تصحيح تاريخ فلسطين"، "مصر الأخرى"، "السبي البابلي"، بنو إسرائيل وموسى لم يخرجوا من مصر، إرم ذات العماد، فلسطين المتخيلة.. أرض التوراة في اليمن القديم، إبراهيم وسارة.. الهجرة الوهمية إلى فلسطين، يوسف والبئر.. أسطورة الوقوع في غرام الضيف، فلسطين المتخيلة.. أرض التوراة في اليمن القديم، أسطورة عبور الأردن وسقوط أريحا.. من اخترع هذا التاريخ، شقيقات قريش، إسماعيل وهاجر الفبيلة المنبوذة، الألغاز الكبرى في اليهودية، مكة وإيلاف قريش.. نظرية في إعادة ترتيب الأديان والعصور، الذاكرة المنهوبة.. علم الآثار التوراتي وتزوير تاريخ فلسطين والشرق الأدنى القديم، المسيح العربي.. النصرانية في الجزيرة العربية والصراع البيزنطي الفارسي، يهوذا والسامرة.. البحث عن مملكة حمير اليهودية، إساف ونائلة.. قصة الحب الأبدي في الجاهلية.

من مؤلفات د.فاضل الربيعي

تدليس تاريخي

في دراساته يشير "الربيعي" -كما أشار الصليبي من قبله- إلى طوفان من التزييف يتعرض له المسلمون منذ ما قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام، رغم عدم العثور على آثار لليهود في مصر، فيما أن اكتشافات آثارية وُجِدَت في اليمن تشير إلى أن الخروج اليهودي لم يتم من مصر وإنما من اليمن، ويشير إلى أن بعض اللقى الاثارية التي عُثِر عليها في فلسطين، اتضح أنها منقولة حديثا من اليمن وتم وضعها في فلسطين لاستحكام التدليس حول تاريخ اليهود ووجودهم التاريخي في المنطقة.. ويكشف عن أمر جد خطير، إذ يكشف أن علماء الآتار الإسرائيليين نبشوا كل متر في سيناء بعد احتلالها عقب نكسة 1967م، بحثا عن لقىً تؤكد وجود اليهود في سيناء في سنوات التيه، ولكنهم لم يعثروا على شئ.. كما يشير إلى أن علماء آثاريين يهودا إسرائيليين أكدوا بعد طول بحث وتنقيب في القدس عدم وجود هيكل سليمان، بما ينفي مزاعم اليهود التوراتيين.

من مؤلفات د.فاضل الربيعي

تزييف التوراة

على أن "الربيعي" يؤكد أنه بمطالعته لنصوص التوراة بالعبرية والإنجليزية والعربية وجد اختلافات جوهرية بينها -يعني بفعل فاعل- والاختلافات تتراوح بين محو وإثبات بين النص العبري للتوراة والترجمات منه للإنجليزية والعربية.

وحول قصة الفيل يرى باحثون في التاريخ القديم أن الجيش المُغير على مكة المكرمة لم يأت من الحبشة، ولكن الأقرب أن يكون آتياً من اليمن، حيث الأرض ممتدة بين اليمن ومكة وبالتالي من السهل نقل الفيلة عبر اليابسة، الأمر الذي يصعب جدا -إن لم يكن مستحيلاً- نقلها عبر البحر من الحبشة لمكة، كما أن الحبشة لم يكن بها ملك اسمه "أبرهة" وقت حدوث الحدث.

من ناحيةٍ أخرى، يؤكد بعض البحاثة الآثاريون، عدم العثور على أي أثر لحياة بشرية في مكةَ المكرمة خلال الفترة ما قبل البعثة المحمدية، ويختلف علماءُ التاريخ حول نسبِ قبيلةِ قريشٍ واتجاهات تحرُّكِهم في المنطقة، فهناك رأيٌ بأنهم قدموا من الشام، وآخر يذهب إلى أنهم يمنيو الأصل.. وكل هذا كلام بالغ الخطورة -وليس جديدا على المتابعين والمهمومين بهذه القضايا- 

د.فاضل الربيعي وبعض مؤلفاته

ليس طعناً في الدين

ماقاله "د.حواس" وكل من سبقوه في مجالات العلم المختلفة ليس جديدا على العلم ولكنه جديد على أسماعنا -أو أسماع البعض منا وإن كانوا غالبية- وهذه الآراء كلها ليست دليلا يعلو على النصوص المقدسة -خاصة القرآن-ولاترقى للطعن فيها، ويبقى أن الطبيعي هو إتاحة الفرصة للعمل والكشف عن جديد -أي جديد- بحيادية وأريحية، والزمن كفيل بذلك وإن طال.. وأعتقد أنه سيطول كثيرا قبل التوصل لاكشافات مؤثرة.

الهيكل المزعوم لسيدنا سليمان



السبت، 24 فبراير 2024

..وماذا لو كان عبدالناصر أخوانيا؟

 


عبدالرحيم كمال

منذ سنوات طويلة بنيت قناعتي بتجذّر الإخوان المسلمين في الوجدان المصري، هذا التجذّر يختلف من شخص لآخر، حسب ثقافته وتجاربه -السياسية- وما زلت على قناعتي التي تزيدها الأحداث رسوخا وثقة داخلي على الأقل.

للطرح بداية

ورغم تجنبي للموضوعات السياسية، فإن فضل طرحي للموضوع يعود للصديق الحميم "سعيد أبوالعزايم" الذي يحاول الصمود في وجه مانعانيه من انهيار ثقافي عبر صالونين ثقافيين، إذ سألني عن رأيي في كتاب " الحقيقة.. شهادات ووثائق..هل كان عبدالناصر أخوانيا؟" لمؤلفه المحامي الأخواني -سابقا- "ثروت الخرباوي".

كانت إجابتي الأولى والعاجلة عليه أن "عبدالناصر" كان متعاطفا مع الأخوان وسبق له التعامل معهم في أحداث فلسطين ثم في داخل مصر، وهذا شئ لا غضاضة فيه.

 


سؤال ولا إجابة

يعرض "الخرباوي لنقطة جوهرية وفي غاية الأهمية عند تحليله لشخصية "جمال عبدالناصر"‘ فهو يكشف إعجاب "عبدالناصر" بسيف الدين قطز، ويُيرجع ذلك إلى صفة التحدي التي ميزت قطز، كما أن "عبدالناصر" كان معجبا بكل النماذج التاريخية المتحدية لواقعها المحيط، ويميط "الخرباوي" اللثام عن سبب عشق المصريين لـ "عبدالناصر"إلى جينات التحدي في الشعب المصري والتي اتحدت مع صفة الزعيم المتحدي، فبينما كان أن يطيح المصريون بـ "عبدالناصر" بعد نكسة 1967، فوجئ العالم بهدير الشعب يرفض استقالة الزعيم في طاهرة غريبة لايفسرها هو هذا التحدي الذي يدمع بين شعب وزعيم.. عموما "الخرباوي" يحاول الإجابة عن تساؤله العريض -موضوع الكتاب- عن علاقة "جمال عبدالناصر" بالأخوان المسلمين، وهل انضم إلى الجماعة وهل حصل على عضويتها، ومدى تفاعله معها.. ويعرض عدة شهادات لبعض الأعضاء الأخوان أو قيادات الضباط الأحرار، وكلها شهادات متضاربة، لاتُثبت ولاتَنفي الموضوع، الذي -لو حدث- لايمثل تهمة لعبدالناصر أو غيره طالما أن الموضوع يمثل رافدا للعمل الوطني، وطالما أنه في إطار المشروعية.. لكنه يذكر عدة مرات قول "عبدالناصر" أن الأخوان طلاب سلطة لا كفاح وطني.

ليس جديدا

موضوع "عبدالناصر" وعلاقته بالأخوان، في رأيي ليس جديدا، وإن كان المطلوب البحث والتدقيق والتثبت في القضايا التاريخية المطروحة للبحث دوما.. وربما ما يهمني أكثر هو رأي "عبدالناصر" في الاتحاد السوفييتي وإلحاد الشيوعية التي كان يحاول تصديرها إلى العالم.. ومع "عبدالناصر" يذكر المؤلف "خالد محيي الدين" و"عبدالحكيم عامر" وغيرهما من الضباط الأحرار انخرطوا أو تعاطفوا مع الأخوان بدرجات مختلفة.



ماذا عن "مبارك

لكن السؤال الجديد الذي يطرحه "الخرباوي" في "هل كان عبدالناصر أخوانيا؟" هو ما ذكره عن "حسني مبارك" وإذا ما كان أخوانيا، وإن كان الموضوع انتهى سريعا بأنها علاقة تعاطف لـ "مبارك" بالأخوان في شرخ الشباب انتهت عقب التحاق "مبارك" بالكلية الحربية.



خدمة مجانية

في هذه النقطة فإن قناعتي بالتعاطف الشعبي الكاسح مع الأخوان، تزايد بعد ثورة أو انقلاب 2013 -سمه ماشئت- وهو ما أضاف  الكثير من التعاطف الشعبي معهم، ورغم فشل الأخوان السياسي خلال فترة حكمهم التي لم تزد عن العام، فإن المصريين في غالبيتهم لم يصلهم ما يقنعهم بهذا الفشل، وانضمت أحداث 2013 في أذهان الجماهير إلى سلسلة المؤامرات المحاكة للأخوان وكل ما هو إسلامي.



ماذا خسر الأخوان؟

ورغم ما نعرفه عن خبايا وأسرار فترة حكم الأخوان لمصر، فإن صورة الأخوان في المخيال الشعبي براقة وأنهم تعرضوا -كالعادة- للتجني عليهم، وأن البدايات الكارثية التي بدأوا بها حكمهم كانت ستقود إلى الازدهار السياسي والاقتصادي.. ولذلك، فإن رؤيتي أنه كان من الحكمة تمكين الأخوان ليستمر حكمهم فترة كاملة -أربع سنوات دستورية- نعرف بعدها جميعا نتيجة الحصاد ونحاسبهم عليه.

خذلان طوائف الشعب

وهنا لابد من التذكير بأن اليسار المصري بكل طوائفه اصطف خلف الأخوان في انتخابات الرئاسة -محمد مرسي- لسببين: أنها المرة الأولى ليحكمنا رئيس مدني منذ 1952، ووصولهم للحكم عن طريق إنتخابات شرعية، تمنحهم  حق الوصول للحكم، فيما يصب في نهر تداول السلطة.

تجارب شخصية

في إطار تجربتي الشخصية فإنني قضيت فترة من حياتي متعاطفا مع الأخوان، وكانت بين سن 18- 22 عاما، ثم بدأت أتوجه عقلانيا لليسار بتوجهاته المختلفة، وهي مسألة طبيعية ألاحظها في كتيرين من الشباب المصري -المثقف والباحث دوما عن الحقيقة- أذكر أنه في أواخر السبعينيات حضرت ندوة للشيخ "عمر التلمساني" مرشد الأخوان، والندوة كانت مقامة في نادي الشبان المسلمين بقنا جنوب مصر، وأذكر مما قاله "التلمساني" أنه يؤيد توجه مصر نحو أمريكا والغرب المسيحي باعتباره صاحب ديانة سماوية بدلا من الانصياع للاتحاد السوفييتي، ولا تعليق لديّ هنا.



الخلاصة أن الطبيعة المتدينة للشعب المصري تدفعه للتعاطف مع الأخوان، خاصة في سن الشباب، على جميع المستويات، القاعدة الشعبية العريضة، أو من يعدهم القدر للقيادة حتى يتم اكتشاف الحقائق ويبني كل شخص قناعاته حسبما يرى.


الدراما التليفزيونية: تسقط المدينة الفاضلة

الموضوع منشورا في موقع "عين على السينما" عبد الرحيم كمال وأخيرا “شهد شاهد من أهلها”، والشاهد هو الرئيس “عبدالفتاح السيسي” شخصيا...