عبدالرحيم كمال
ربما
يكون غريباً هذا الهجوم الشرس على فيلم "أصحاب ولا أعز" -أقول ربما لأن
خلع ممثلة للأندر وير فكرة جريئة على المشاهد العربي في فيلم عربي معد للعرض
العام- لكن للتوضيح لمن لم يشاهد الفيلم، فالمشهد تم بشكل إيحائي وليس مباشراً،
بمعنى أننا لم نشاهد "منى زكي" وهي تفعل ذلك، لكنها قامت بحركة توحي
بذلك.
جرأة
الفكرة
الفكرة جريئة.. نعم، لكن الغريب أنها استقطبت عاصفة من الهجوم، ولم يلتفت المهاجمون إلى المعنى الرمزي للفكرة ولا إلى ما استدعته من تفاصيل يسردها نفس الفيلم، تفاصيل تؤكد صراحة وقوع الخيانة الزوجية، بسبب عدم قيام الزوج بواجبه الزوجي، وهي مشكلة حقيقية وراء ملايين الأبواب المغلقة، أو بسبب الانفصال الروحي والفكري بين الزوجين، ناهينا عن مشكلة المثليين في العالم العربي التي يطرحها الفيلم..
لكن
السؤال يطرح نفسه: ماذا لو كان هذا الدور أدته ممثلة أخرى من المشاركات في الفيلم
غير "منى زكي"، هل كانت العاصفة ستحدث.. أعتقد أن الأمر سيكون مختلفاً.
الغريب
أيضا هو حجم الهجوم على الفيلم و"منى زكي" تحديداً، بما يشير إلى أن
الهجوم منظم، وإن شارك فيه آخرون -بالسماع- وإن كنت أعتقد أن معظم المهاجمين لم
يشاهدوا الفيلم..
هجوم منظم
أقول إن الهجوم منظم
لأنه انصب فقط على مشكلة الأندر وير وتجاهل القضايا التي طرحها الفيلم، ومن الواضح
أن ذلك الهجوم متعمد ومدروس وليس عشوائياً، وليس لوجه الله ولا المجتمع.. فكثير من
الأفلام طرحت قضايا اجتماعية جنسية حساسة ولم يعترض أحد، واقصد هنا تحديداً
أفلاماً أُنتجت في السنوات القريبة الماضية، منها فيلم "إحكي يا شهراد"
لـ "منى زكي" أيضاً، والذي يتضمن عدة قصص من بينها قصة العامل الذي يوهم
ثلاث شقيقات -كلا على حدة- بأنه سيتزوجها، ويمارس الجنس معها، وبالتالي يكتشفن أنه
يفعل نفس الشئ معهن جميعاً.. وفي فيلم "سهر الليالي" يعيش رجل وسيدة
حياة زوجية كاملة دون زواج -شريف مني وعلا غانم- ولم يعترض أحد، وإحدى شخصيات فيلم
"عمارة يعقوبيان" لشخص مثلي -خالد الصاوي"، وهو ما يؤكد أن للهجوم
أسباباً أخرى -سياسية ودعائية- وجدت في أندر وير "منى زكى" بغيتها.