الأحد، 2 يوليو 2023

هدم مقابر القاهرة.. خيانة الشعب والتاريخ

بعد نشره في موقع "الحوار المتمدن"
هدم مقابر القاهرة.. خيانة الشعب والتاريخ

الموضوع منشورا في موقع "الحوار المتمدن"

https://alna5eel.blogspot.com/2023/07/blog-post.html

عبدالرحيم كمال

لا يترك قرار هدم مقابر القاهرة التاريخية إلا مطحنة تفري القلب كل دقيقة وثانية، ورغم وقوفنا كثيرا جدا وراء المسئولين محاولين دعمهم في قرارات صعبة ومصيرية تمر بها البلد، إلا أنهم مصرون على خيانة أنفسهم والشعب الذي أُبتلي بهم.. طبعا نحترم القانون وأن البشر قبل الأثر، لكن السادة المسئولين لا يحترمون شيئا، لا البشر ولا الأثر ولا انفسهم.. ويصدرون قرارات فوقية بدم بارد غير مدروس وبشكل متعجل.

حقٌ يراد به باطل

نكرر أننا -كشعب- نعي حجم الزيادة السكانية وضرورة التطوير وشق طرق وإنشاء كباري وتجمعات سكانية تستوعب زيادة السكان، وبشكل محترم –شوية-، لكن التعامل مع مناطق تاريخية أثرية تعوزه الحكمة التي تنقص مسئولينا المبجلين، الذين يثبتون أنهم جاهلون ناقصو عقل ودين، ومتعالون بعنجهية على من نصبوهم مسئولين عليهم..

كل قرار يُتخذ –وعلى أي مستوى، فردي أو جماعي أو الدولة- المفروض صدوره بعد دراسة المشاكل والحلول، ويبقى من غير الطبيعي أن نصحو على أصوات هدم مناطق شاسعة استنادا لكلمة حق يراد بها باطل..

أي إنسان لديه وعي بما يفعل يعي أن قرار هدم جزء من التاريخ يحتاج بدائل قبل الهدم وبسنوات، ودراسة كيفية التعامل مع هذا التراث وكيفية نقله، وأصحابه العظماء الراقدين في التراب أسفله.. لذلك كان من الواجب والضروري والمنطقي نقل الرفات لمدافن جديدة تُبنى على نفس الطُرز المعمارية للأضرحة والمباني المحيطة، ونكرر أن حديقة الأزهر منذ أنشئت تحمل اسم "حديقة الخالدين" لأن المخطط كان نقل رفات الشخصيات التاريخية المدفونة في المناطق المحيطة إليها، لكن الأزهر اعترض على الفكرة وقتها، لكن نحن مضطرون الآن لفكرة النقل، فلماذا "نركن" العقل مع الكراكيب، ولا نطّلع على ملفات ليست قديمة، وحتى لو كانت قديمة، فنفض التراب عندها وتفعيلها هو مهمة المسئولين ودورهم المنتظر، والغائب دائما.

تقنيات حديثة

بالمناسبة، هناك تقنية لنقل المباني كاملة من مكان لآخر، وقد أصبحت قديمة الآن وتلجأ لها دول وأشخاص في دول الغرب، حتى أن بعضهم ينقل قصورا كاملة مجتازا بها مدنا بها طرق ضيقة وأنهار.. والسبب لديهم حرص شخصي على البناء وتاريخه وتصميمه، أو لعامل عاطفي من حيث الارتباط به.. لكن ماذا نفعل وقد ابتلانا الله بالأغبياء غير الأمناء على الشعب وتاريخه ومقدراته وتراثه المادي والروحي..

تجربة مصرية

المصريون، ومعهم العالم، لا ينسون نقل معابد أبي سمبل وفيلة في أسوان عند بناء السد العالي في الستينات، وشارك فيه العالم كله بقيادة اليونسكو، وكان عملا حضاريا كبيرا كُلل بنجاح فاق كل التوقعات.

الشعب لن يفوّت ما يحدث، وسيجئ يوم ترفض الأرض أن تتحول مدافن لمن كانوا مسئولين عن النسف الغبي للتاريخ، ليُتركوا في العراء طعاما للحدأ والغربان.. إحذروا.. الشعب المصري لا يترك ثأره.




الدراما التليفزيونية: تسقط المدينة الفاضلة

الموضوع منشورا في موقع "عين على السينما" عبد الرحيم كمال وأخيرا “شهد شاهد من أهلها”، والشاهد هو الرئيس “عبدالفتاح السيسي” شخصيا...