الأربعاء، 5 يوليو 2023

سلبيات وإيجابيات تحاكم ملف "السيسي" الانتخابي


 

عبدالرحيم كمال

تُرى، ماذا سيحدث في مصر في الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى العام المقبل.. هل يستمر "السيسي"، أم سنشهد جديداً غير متوقع.

مبدئياً، أعتقد أن السيسي سيكون هو الفائز بفترة رئاسية جديدة لعدة أسباب، من بينها عدم وجود منافس حقيقي –حتى الآن وفي المستقبل- بعد تجريف الأرض السياسية خلال السنوات الماضية، وما تم منذ ثورة يناير 2011 من "حرق" الوجوه المعروفة نسبياً والمحتمل مشاركتها في الانتخابات.

مشكلات داخلية

غير أن "السيسي" يواجه بعض النقاط السلبية لها تأثيرها حتى دون انتخابات، أهمها الارتفاع الجنوني في الأسعار بما لم تشهده مصر من قبل، مما وسّع عدد الفقراء في مصر، ثم السياسات الاقتصادية الصعبة والانبطاح امام صندوق النقد الدولي، وتحكّمه بشكل بشع في رقاب المصريين.. وفي نفس الوقت لم يلمس المواطن جدوى المشروعات العملاقة التي أولتها الدولة كل الأهمية طوال حكم "السيسي"، وتطايرت الوعود بجذب المستثمرين العرب والأجانب لإقامة مشروعات ضخمة تتيح آلاف فرص العمل أمام المصريين، خاصة الشباب الذين يلتهمهم غول البطالة بالملايين، بل إن أموال المستثمرين المصريين أصبحت أول المهاجرين لجهات الدنيا الأربع.

يضاف إلى هذه العوامل الفشل الظاهر حتى الآن في معالجة مشكلة سد النهضة، مع إضافة عبء توقيع "السيسي" على اتفاق حسن نوايا في عام 2015، وهو ما تستند أثيوبيا إليه في غطرستها مع الجانب المصري والسوداني، ولو لم يكن هناك أسرار استراتيجية تخفى علينا، فإن العطش قادم لا محالة، يتبعه الجوع لعدم كفاية المياه لزراعة المحاصيل، ليكون "السيسي" اول حاكم مصري يفرّط في مياه النيل.


عوامل إيجابية

رغم ذلك، فهناك عوامل إيجابية تقف في صف "السيسي" في موقعة انتخابات 2024، وتنبع جميعها من الأحداث التي يمر بها العالم، فبالنظر إلى المحيط العربي حولنا نجد خمس دول أصبحت نهباً لصراعات داخلية، وهي العراق وسوريا واليمن وليبيا ثم السودان، والدور الطبيعى الملقى على الكاهل المصري في إيواء ضيوفنا من هذه الدول.

حروب وجودية

مع البعد العربي تلتقي وتفترق أحداث الساحة الدولية، أهمها وأبرزها حرب الوجود الدائرة بين روسيا وأمريكا، في "ساحة ضرب نار" اسمها أوكرانيا.. والصراع لن ينتهي إلا بانتصار أحد الطرفين بالقضاء على الآخر وتهميشه وتقزيمه داخل حدوده السياسية والطبيعية، ليبقى في الجغرافيا وينسحب من التاريخ.. ويتوازى مع الحرب العسكرية حرب وجود اقتصادية، تتمثل في مجموعة البريكس التي تقودها روسيا والصين، وأهم أهدافها هو القضاء على الدولار الأمريكي وطرح عملة بديلة، مع منح العملات المحلية كثيرا من الثقة وتشجيعها على التواجد الاقتصادي الفاعل في الساحة الدولية.. والخلاصة أننا أمام حرب شعارها "نكون أو لا نكون"، أو "قاتل أو قتيل" ولا أنصاف حلول، رغم أن غبار المعركة قد ينقشع في النهاية عن قرارات توافقية توفيقية إذا ما خرج الطرفان وكل منهما واقف على رجليه، وطبعا ستفرض النهاية قوانينها لنرى من سينحاز لهذا الطرف أو ذاك، ومصر في قلب الأحداث وإن تباعدت المسافات، ليتحدد المكسب والخسارة، الحياة أو الموت.

جينات حضارية

هنا، تلعب الجينات الحضارية دورها، ليتابع المصريون تفاصيل الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، وهم على وعي بالتحديات التي تجابه الوطن وقيادته السياسية و"السيسي" على رأسها، انتظاراً لنهاية وقائع الصراعات المتناثرة والمتشابكة، والأهم من ذلك، كشف الأحداث عن المستور حاليا من سياسات وخطط لـ "السيسي" والمحيطين به، ولا نعرفها بدقة كافية، وهل هناك وعي حقيقي لدى المسئولين، وقدرة على التعامل مع الأحداث.

عبرة التاريخ

الفترة الراهنة تستعيد من التاريخ القريب التفاف الشعب المصري حول الرئيس "جمال عبدالناصر" بعد هزيمة 1967، ومطالبته بإكمال المسيرة، وفي الحالتين، لا تسمح الأزمة بترف الاختلاف ولا الإقصاء، ولا تجريب الجديد.



الدراما التليفزيونية: تسقط المدينة الفاضلة

الموضوع منشورا في موقع "عين على السينما" عبد الرحيم كمال وأخيرا “شهد شاهد من أهلها”، والشاهد هو الرئيس “عبدالفتاح السيسي” شخصيا...