عبدالرحيم كمال
من السقطات الفاضحة للإعلام المصري -وهنا أتحدث عن التليفزيون- إغفاله لبرامج الأطفال -حاليا- وعدم الانتباه لأهمية إنشاء قناة تخاطب الأطفال في مراحلهم السنية المختلفة.. زمان كان عندنا بابا ماجد -رحمه الله- وبقلص نجوى ابراهيم -أطال الله في عمرها- الآن الساحة خاوية، وكأننا مجتمع يخلو من الأطفال.. الراية المرفوعة دوما من المسئولين “إياهم” - راية “جلب الفقر”- هي قصر ذات اليد وعدم وجود أموال لإنتاج برامج الأطفال المكلفة - ناهيك عن قناة متخصصة للأطفال-، خاصة في هوجة إنشاء قنوات النيل المتخصصة في عهد “صفوت الشريف” و”حسني مبارك”، وكأن الريادة في زيادة العدد لا المضمون، وكلنا نعرف النتيجة.. المهم أن تعامي الإعلام المصري عن تخصيص قناة تليفزيونية للأطفال جعل الأنظار تتجه بشكل طبيعي إلى بديل، لتطهر قنوات عديدة تحملها الأقمار الصناعية، ومنها عدد لا بأس به من القنوات العربية، كثير منها غير حكومي -وربما كلها- ويقف وراءها شركات أو رجال أعمال آمنوا بالفكرة، ومؤكد أن هذه القنوات لا تخسر، إن لم تكن تحقق الربح، ومنها قنوات جيدة الطرح والمضمون والتنفيذ، وتعمل على مدار اليوم، ومن هذه القنوات طيور الجنة، بطوط، ماجد، مجد، تنة ورنة، سمسم، أطفال ومواهب، إم بي سي 3، ميكي كيدز، ديزني كيدز، كوكيز، توم وجيري.
اللي يغيظ هو أن بمصر عددا كبيرا من الفنانين المهتمين بالأطفال، ويمكنهم العمل فورا في برامج إذا دعاهم أحد للعمل، وهناك رسامون يشاركون في الرسوم المتحركة، ويتخرج كل عام عدد كبير منهم من أكاديمية الفنون.. ومنذ ثلاثة عقود أنتج التليفزيون “بوجي وطمطم” وتم تقديم شخصية كارتونية مصرية شهيرة هي “بكار”، وهناك أيضا شركات تساهم في مثل هذه الأعمال، وقد استغلت هذه الفكرة بعض الأغاني عند تصويرها فيديو كليب.. لكننا نتكاسل أو ندعي العمي ونتجاهل أهمية قطاع هام من المواطنين هم شباب المستفبل، وأهمية تشكيل وعيهم منذ الآن.