الخميس، 1 فبراير 2024

رواية "كارا".. النيل يعانق التاريخ في النوبة

 


عبدالرحيم كمال

"كارا" رواية جديدة تضاف إلى رصيد الرواية النوبية تعيد التأكيد على ارتباط أبناء النوبة وجذورهم الممتدة، ضاربة الجذور في التاريخ المصري القديم، والتاريخ الإسلامي، وتمثل رافدا جديدا لنهر الرواية النوبية في الأدب المصري، بدءا من "الشمندورة"، مروا بـ "ليالي المسك العتيقة" و"دنقلة" وغيرها وغيرها.

رواية "كارا" من تأليف شاعر العامية "أسامة فرحات"، الذي وجد نفسه أمام شلال من "الحكي" يستعصي على تناوله شعرا، ليطرق باب الرواية يصب فيه أحداث روايته كإطار وحيد يمكنه استيعاب هذا الزخم من الأحداث والتفاصيل.

روح وطن

الروح الوطنية هي المحور الرئيسي في الرواية، يبدأ من حادث شخصي لـ "كارا" مع مأمور القسم الإنجليزي، ينتج عنه كره مكين في نفسه للإنجليز ولأي احتلال، وهو مايتوالى في حياة ابن "كارا" الذي ينضم لحزب شيوعي.

يطرح القارئ على نفسه سؤالا هاما: أيهما الخط الرئيسي وأيهما الموازي في "كارا"، هل هو سيرة شخص "كارا" أم ذلك الجزء المفعم بالأحداث الجسام من تاريخ مصر.. طبعا كل منها ينبع من الآخر ويصب فيه، حيث يتماهى التاريخان، الشخصي مع العام

تتناول الرواية عدة أجيال محورها "كارا" -ومعنى اسمه بالنوبية الشخص أسود البشرة وهي كلمة أصلها تركي- وهو والد المؤلف، فتبدأ من والد "كارا" -جد المؤلف- وهجوم جيش المهدي على بلدتهم وقتلهم والده وأختيه، ورحيل "كارا" وأخيه "هاشم" إلى بعض القرى النوبية في الجنوب.

تتوالى الأحداث ليرحل "كارا" إلى القاهرة ويندمج في مجتمعها ثم يتجه إلى الغرب -بعد زواجه من إبنة عمه- بادئا ببلجيكا ثم بريطانيا وفرنسا التي يتزوج فيها من فرنسية، تضطر للرحيل معه إلى القاهرة برفقة ابنتهما.

 


منحنيات دراماتيكية

تمر حياة "كارا" ببعض المنحنيات الدراماتيكية، ففي القاهرة يبدأ حياته العملية في محل عمه، ثم العمل ميكانيكيا في ورشة شخص بلجيكي، لكنه في أوروبا يضطر لتغيير مهنته ليصبح شيف في فندق.

تاريخ وأحداث

يعاصر "كارا" أحداث الحرب العالمية الأولى وهو في أوروبا، ليعود إلى مصر محملا بالشوق والوطنية، ويشهد تغيرات سياسية تراجيدية منها قيام ثورة 1952 التي يتحفظ على قيامها في البداية لكنه يؤيدها في طردها للاحتلال الإنجليزي وتأميم قناة السويس.

 

ارتباط أسطوري

تعيد الرواية التأكيد على الارتباط الأسطوري لأبناء النوبة بنهر النيل الذي يمثل لهم شريان حياة الجسد والروح، فطقوس حياتهم اليومية مرتبطة به من الميلاد حتى الوفاة.. حتى أن "كارا" حين يحس بدنو الأجل يستقل قاربا في القاهرة ويتجول به في النيل، ويحرص على أن يميل بجسده لتلمس يده مياه النيل.

ورغم أن العمل روائي، لكن المؤلف لاينسى كونه شاعرا قيختتم روايته بقصيدة يؤكد فيها المعنى من الرواية وأن الهدف ليس رواية أحداث الماضي، لكن استشراف آفاق المستقبل:

عشان يقوم

عالم جديد


الدراما التليفزيونية: تسقط المدينة الفاضلة

الموضوع منشورا في موقع "عين على السينما" عبد الرحيم كمال وأخيرا “شهد شاهد من أهلها”، والشاهد هو الرئيس “عبدالفتاح السيسي” شخصيا...