عبدالرحيم كمال
انتخابات الصحفيين لا تقتصر على البيت
الداخلي للصحفيين، بل ينعكس أثرها على كل الشعب المصري لسبب بسيط هو أن الشعب
بجميع أفراده وطوائفه يتعامل مع الصحافة، من خلال الصحف والمواقع الإلكترونية،
ويمتد التعامل إلى برامج الإذاعة والتليفزيون والنشرات الإخبارية بها، ومتفوقة
بذلك على كل المنظومات، وعلى رأسها التربية والتعليم والصحة والداخلية، وبالتالي
فإن ذلك يرشح الصحافة لتكون الوسيلة الأولي للتنوير والتثقيف، وحال الصحافة يعكس
حال الأمة، ماتعانيه وما تمر به من ضحالة أو انتعاش في الفكر وكيفية تناول المواطن
لقضاياه اليومية والآنية والاستراتيجية، الداخلية والخارجية، الحاضر والمستقبل.
تحدبات متعددة
في انتخابات 2023 تواجه الصحافة عديد المشاكل
تلقي بتبعيتها على كاهل النقابة، وتتحدى المجلس المرتقب، وما يمكن أن يحققه من
نجاحات، أو أنه سيلقى إخفاقات شتى.
·
التحدي الأول أمام المجلس الجديد هو الانحياز للمهنة
وتكريس قدسيتها التي انتُهكت مرات كثيرة ولسنوات عديدة، وفي عهود مختلفة.. والمطلوب
أولاً إعلاء الحرية الصحفية وتفعيل العمل بقانون حرية تداول المعلومات، الذي يبدأ
من مؤسسات الدولة، ثم إلغاء حبس الصحفيين، فالصحفي ناقل خبر، ولابد أن يكون أميناً
في نقله له.
مصير الصحافة الورقية
·
التحدي الثاني هو مواجهة معضلة اسمها الصحف الورقية التي
باتت تنتمي للماضي، فالنسخة الواحدة تتكلف الآن حوالي 10 جنيهات كورق أبيض، أضف
إليها أجور الصحفيين والمطابع والعاملين، وفي النهاية تباع النسخة بـ 3 جنيهات..
وهنا يجب التفريق بين المهنة والوسيلة، فالورق كوسيلة مصيرها للزوال، لكن المهنة
تتخطى حدود الوسائل المختلفة.. والمتباكون على الصحف الورقية عليهم الصمود إن
استطاعوا -ونحن خلفهم-، وأذكّر الزملاء أن التساؤل عن مستقبل الصحافة الورقية بدأ منذ
انتشار الإنترنت، وتوصل صحفيون "غربيون" كثر إلى أهمية البحث عن دور
جديد للصحف الورقية إذا أرادت البقاء، وهو ابتعادها عن الخبر، والاتجاه إلى المتابعة
والتحليل، وللأسف فقد فشلت الصحف المصرية في التعامل مع المشكلة، أو أخطأ
المسئولون -على مدى أجيال- في تقدير الموقف، استنادا إلى رؤى خاطئة، ولتتحول الصحف
الورقية إلى مشروعات فاشلة، أو ثقب أسود لابتلاع الأموال.. ويؤسفني القول إن صحفا
غير مصرية فهمت المشكلة وتعاملت معها بواقعية، وهي موجودة وتمارس دورها حتى الآن
مع بعض الازهار.
الإنترنت.. الحاضر والمستقبل
·
الآن، الحاضر وليس المستقبل، الإنترنت هو المجال الأكبر
للنشر الصحفي، وبالتالي علينا الاهتمام بالمواقع الإلكترونية الإخبارية، وضمها إلى
منظومة العمل الصحفي، لتكون تحت رعاية -وعين- المجلس الأعلى للإعلام، ويتم شهرها
كمؤسسات أو صحف إلكترونية.. تلتزم بالواجبات وتؤدي ما عليها من حقوق للدولة
والنقابة والعاملين بها.
إذاعة وتليفزيون
·
على نفس الخط، هناك زملاء صحفيون لايتم اعتبارهم والنظر
إليهم كصحفيين، وهؤلاء يعملون في محطات الإذاعة والتليفزيون كمحرري أخبار أو
محررين بالبرامج، وأعتقد أننا في مطالبتنا بالانتباه لتغير الزمن والمعطيات، علينا
إعادة دراسة موقف هؤلاء.
لجنة للمعاشات
·
المجلس الجديد عليه إنشاء لجنة للمعاشات، فكرة التقطتها
من بعض البرامج الانتخابية للزملاء المرشحين، والبعض يضيف للفكرة ضم اثنين من الزملاء
بجدول المعاشات لعضوية مجلس النقابة، وهي فكرة جيدة، فـأصحاب المعاشات لديهم
خبراتهم التي يمكن الاستفادة منها.
· أخيرا أتمناها عرساً ديمقراطياً في معقل الديمقراطية المصرية.