الجمعة، 4 نوفمبر 2022

"الأعرج" يتفق مع"نزار" على وفاة العرب

غلاف الرواية


عبدالرحيم كمال 

القارئ لرواية "2048.. حكاية العربي الأخير" للروائي الجزائري "واسيني الأعرج" الصادرة في  2016 يلفت نظره ذلك التوازي –لا التقاطع- بينها وبين القصيدة الأشهر للشاعر "نزار قباني "متى يعلنون وفاة العرب" -1994-، "نزار" طرح التساؤل، و"واسيني" أجاب عليه في ظل علالة من التوقع.

رؤية كابوسية

يقدم "واسيني" في روايته المستقبلية رؤية كابوسية عبر سرد وقائع نهاية العرب وما يمكن حدوثه لآخر واحد منهم على وجه الأرض، ورغم التوقع المُسبَق للقارئ، فإن هذا العربي الأخير -واسمه آدم- ليس مجرد إنسان بسيط أو همجي أو قاتل، بل هو عالِم ينْكب على اختراع قنبلة مدمرة لكنها أقل تدميراّ من القنبلة النووية، طبعاً لصالح الغرب الذي يسميه المؤلف "أميروبا" –لفظ يجمع بين أوروبا وأمريكا-، والأحداث تدور في صحراء الربع الخالي، هذا التحالف الأوروبي الأمريكي يحيل عرب منطقة الأحداث إلى قوم بدائيين، جوعى، يتقاتلون على الطعام، ويهرولون إلى تلبية دعوة قلعة أميروبا لتناول الطعام.. ورغم ذلك، فإن "آدم" لا تنتهي الرواية إلا وهو جريح وقد ماتت زوجته اليابانية، ولا ينقذه سوى صديقه الغربي "سميث" الذي ينتشله بطائرة هليوكبتر، بعد أن تُلقي "أميروبا" قنبلة من تجارب "آدم" في صحراء الربع الخالي، قبل أن ينتشر دخان القنبلة الذي سيقتل كل من بالمنطقة، بعد أن استنفد خيراتها البترولية.

واسيني الأعرج


توازي الرواية والقصيدة

تُرى، ألا يتوازى خطاب الرواية مع قصيدة "نزار"، وألا يقدم "واسيني الأعرج" إجابة للسؤال النزاري: متى يعلنون وفاة العرب.. إن "الأعرج" هنا يحدد التاريخ الذي يتوقعه بنظرته للواقع والتاريخ و"دخانية" المستقبل والحاضر، رغم بصيص من الأمل بنجاة "آدم" وشفائه من جراحه وربما يقدم نسلاُ جديداً أكثر قوة وأكثر وعياً

تقاطع روائي

وإذا كانت رواية "الأعرج" تتوازي مع قصيدة "نزار" وتطرح رؤية أكثر سوداوية بتحديد النهاية ومأساويتها، فإن رواية "الأعرج" تتقاطع مع روايات سابقة أشهرها "1984" لـ "جورج أورويل" الصادرة في عام 1949، وهناك روايتان تتشابهان وتتقاطعان مع رواية "أورويل" وسابقتان عليها، الأولى "نحن" للروسي "يفجيني زامياتين" التي صدرت سنة 1921، والثانية هي "عالم شجاع جديد" التي صدرت سنة 1932 للروائي البريطاني "ألدوس هكسلي".

قرن من الزمان

وإذا كان تناول الفكرة عالميا يمتد لقرن من الزمان -مائة عام- فإن نوعاً من توارد الخواطر يجمع بين رواية "واسيني الأعرج" ومواطنه الروائي "بوعلّام صنصال، وهو أديب فرانكفوني، فقد أصدر في نفس فترة صدور "حكايات العربي الأخير" روايته "2084.. نهاية العالم"، وقد صدرت بالفرنسية، والإثنان "الأعرج" و"صنصال" انطلقا من فكرة مئوية رواية "جورج أورويل" التي تحل في 2084، وإذا كان همّ "واسيني" عربيا، فمن الواضح أن همّ "صنصال" عالمي.

نزار قباني


هل ينتهي العالم؟

توازٍ وتقاطع آخران لرواية "حكاية العربي الأخير"، ليس مع قصيدة أو رواية أخرى، ولكن مع أحداث العالم حاليا، وما تشهده حرب روسيا وأوكرانيا التي تخوض حربا بالوكالة عن "أميروبا" –حسب تسمية الأعرج- والتهديد باستخدام القنبلة القذرة، والتهديدات المتوالية من الدول النووية وعلى رأسها روسيا وأمريكا باستخدام ما لديها من مخزون القنابل النووية، فهل كان "واسيني الأعرج" يمتلك هذه الرؤية وتلك الشفافية منذ تأليفه "حكاية العربي الأخير"، وهل ينتهي العالم أو بعض منه النهاية العربية كما وصَّفها في روايته.

 

الدراما التليفزيونية: تسقط المدينة الفاضلة

الموضوع منشورا في موقع "عين على السينما" عبد الرحيم كمال وأخيرا “شهد شاهد من أهلها”، والشاهد هو الرئيس “عبدالفتاح السيسي” شخصيا...