الأربعاء، 17 مارس 2021

متى يثور الصحفيون لكرامتهم وقدسية مهنتهم؟

 

عبدالرحيم كمال

السطور التالية ستثير غضب الجماعة الصحفية.. فيلاحظ أن المعركة الانتخابية الدائرة رحاها الآن في النقابة تصب بشكل كبير في دغدغة "جيوب" الزملاء، فأصبحت المطالبة والمزايدة على من يمكنه زيادة البدل الصحفي، وللبعيدين عن بلاط صاحبة الجلالة نخبرهم بأن البدل المشار إليه هو مبلغ تدفعه الدولة للصحفيين أعضاء النقابة لدعمهم في استخدام التكنولوجيا الحديثة وبالتالي المساهمة في تطوير المهنة، وتم العمل بالبدل منذ سنوات طويلة منذ عهد حسني مبارك.

حق طبيعي

طبعاً أنا أعلم تماما حاجة كثير من الزملاء الصحفيين للبدل، وأعلم أن ظروف الكثيرين منهم أسوأ من السوء، وبحاجة ماسة لدعمهم مادياً.. لكن المشكلة أن البدل تحول لحق طبيعي في نظر الصحفيين -أو معظمهم- حتى بات الرهان على النقيب القادم -كائنا من يكون- ومدى قدرته على زيادة البدل، وبات أهم مطلب للصحفيين.. ولم نر طرحا من المرشحين لمنصب النقيب أو أعضاء المجلس لتطوير المهنة، والحفاظ على نقائها لخدمة الوطن والمواطن، وتطوير أداء الصحفيين والعمل على استقلالية النقابة.. فكيف يتم ذلك ونحن نستجدي الدولة.. لدفع البدل الذي بُح صوت كثير من الزملاء لتوضيح أن البدل لا يعدو كونه رشوة من الدولة.. تُري أي استقلالية للنقابة ننتظر، وأي قدسية للمهنة وأي احترام للصحفيين؟

هدف الدولة

بعض الزملاء يرى أن هدف الدولة من البدل هو الوقوف بجانب الصحفيين محدودي الدخل، حتى يمكنهم الاستمرار في العمل الصحفي والاستمرار على قيد الحياة.. بهذا المنطق لماذا لا تدعم الدولة المدرسين -مثلا- وظروف معظمهم سيئة وهم العامل الأساسي في العملية التعليمية وهي في الحضيض.. ولماذا لا يتم دعم المحامين والأطباء على سبيل المثال، وكل هذه المهن يعاني كثير من المنتسبين لها شظف العيش، ناهيك عن ضرورة استمرار البحث العلمي والتدرب.

نعيد التاكيد على تفهم ظروف السواد الأعظم من الزملاء، لكن هناك طروحات أخرى للاستغناء عن أي أموال مشبوهة "يشرعنها" بعض الصحفيين، وأهمها زيادة دخل الصحفيين.. وإذا كانت الدولة جادة في تطوير المهنة وتوفير حياة كريمة للصحفيين، فلتدعم المؤسسات والصحف.. وتبحث معهم كيفية مواجهة غول النشر الإلكتروني وترويضه والاستفادة منه، وتعظيم دخل الكيانات الصحفية والنقابة والتفاصيل في ذلك كثيرة.

الدراما التليفزيونية: تسقط المدينة الفاضلة

الموضوع منشورا في موقع "عين على السينما" عبد الرحيم كمال وأخيرا “شهد شاهد من أهلها”، والشاهد هو الرئيس “عبدالفتاح السيسي” شخصيا...