عبدالرحيم كمال
رغم إني لا أؤمن
كثيراً بنظرية المؤامرة، فإن متابعتي اليومية لما يحدث في مصر تشير إلى أن هناك
مشروعاً ممنهجاً لتسطيح عقول الشعب المصري ومسخ وجدانهم وانتماءاتهم والقضاء على
البعد الحضاري المغروس في الشعب المصري.
سعفان في التليفزيون
شاهدت بالصدفة
منذ أيام قلائل حلقة من برنامج "سعفان في التليفزيون" على قناة MBC مصر.. الحلقة كانت مهمومة بأغاني المهرجانات -هو حر- لكن كيف
يدور الحديث.. إذا كان مقدم البرنامج ـوأنا أراه سمجاً- شكله وتركيبته وأسلوبه
مهرجانات.. يعني المهرجانات انتقلت من التوكتوك والأفراح الشعبية إلى تليفزيون
-مفروض أنه محترم- وبدأ رأس المال يساهم في اللعبة القذرة.. وعلى فكرة أنا لا ألوم
رأس المال -بشكل عام- لأن هدفه الربح المادي، ولا يعنيه مصطلحات من وزن ثقافة
ووجدان وذوق وتربية ولا حتى وطنية ولا دين، صحيح أن هناك نوعا من "الاقتصاد
الوطني" لكنه يكون اقتصادا محليا، وليس مهاجرا كما في حالة مجموعة MBC، وهم جميعا يحملون شعارا واحداً: المال لا وطن له ولا دين..
ولكنني أسأل: إذا كانت شبكة MBC ترى أن البرنامج جيد.. فهل يستطيعون عرضه على قناتهم MBC1 الموجهة للسعودية والخليج؟ هل تراعي شبكة MBC مواثيق الشرف الإعلامي، أم أنهم أكبر منها ولا يعترفون بها..
المواطن المصري -حتى وهو داخل وطنه- "ملطشة" وعرضة للابتزاز من كل من هب
ودب، عربي أو أجنبي أو مصري، ومصر سوق واسع ومربح في استهلاك كل شئ.. حتى الفن
والثقافة والترفيه..
خطأ الأبراشي
 |
| إيناس جوهر ومحمد رمضان |
طبعاً لن أتيح
الفرصة لكي يذكّرني أحد بأن "وائل الأبراشي" -شفاه الله- استضاف في
الحلقة الأولى من برنامج "التاسعة" بالتليفزيون المصري -شخصيا- الفنان
"محمد رمضان" وطبعاً قامت القيامة وقتها، وقد أخطأ "الأبراشي"
بالفعل وأساء الاختيار واستحق سيل اللعنات الذي انهال عليه من الجميع، والمشكلة
هنا أن "الأبراشي" صحفي كبير والمفروض أن "يبهت" هو على
ماسبيرو، لكن ما حدث هو العكس، خضع "الأبراشي" لقوانين الدولة العميقة،
وسمح لماسبيرو أن يبهت عليه ويصبح "تكني كلر" مع المنظومة وأصبح ملكيا
أكثر من الملك..
المهم.. برنامج
"سعفان" كان من قبل يُقدَّم في اليوتيوب والتقطته MBC.. ماشي الحال.. طيب دعوني اسأل وبحسن نية: لكن اليوتيوب به مئات
البرامج الممتازة وفي كل المجالات، فلماذا لا تعيد MBC بثها؟؟؟!!!!
بابا شارو يمنع عبدالحليم
منذ أسابيع قليلة حلّت "إيناس جوهر" ضيفة على "منى الشاذلي" في برنامجها الأسبوعي.. وذكرت "جوهر" كيف أن "بابا شارو" - مدير الإذاعة وقتها وواحد من أهم أبنائها- أمر بإعادة مونتاج إحدى أغنيات "عبدالحليم حافظ" -للأسف لا أذكر اسمها الآن- لأن الأغنية بها قُبَل وشفايف- وتم حذف هذا الجزء من الأغنية التي أصبحت تذاع بدونه.. حدث هذا مع "عبدالحليم" -الأسطورة- وكلنا نعلم مكانته على مختلف المستويات.. المهم هنا أن "حليم" لم يعترض".. فهل وصل بنا قطار "الهيافة" المعلوم الهوية والتمويل إلى فرض محطات الصرف الصحي المسماة "مهرجانات" على أذواقنا وتبنّيها تليفزيونياً مستخدمين سياسة الأمر الواقع؟
